وصل إلى أراضي قطر وفد من علماء الصومال برئاسة الشيخ بشير أحمد صلاد، وعضوية كل من الشيخ أحمد عبد الصمد والشيخ حسن محمد إبراهيم للمشاركة في المؤتمر السادس لرابطة علماء المسلمين ، وقد قام الوفد بزيارات وأنشطة مهمة خلال تواجدهم في الأراضي القطرية .
لقاء مفتوح مع الجالية الصومالية في الدوحة
ألقى الشيخ بشير أحمد صلاد رئيس هيئة علماء الصومال والشيخ أحمد عبد الصمد رئيس رابطة المعاهد الشرعية في الصومال ورئيس المجلس النفيذي لجماعة الاعتصام بالكتاب والسنة في الصومال محاضرة عامة للجالية الصومالية في الدوحة وذلك في قاعة المركز الإسلامي فنار. وقد تناول الشيخ بشير أحمد صلاد في كلمته مقومات المجتمع المسلم مؤكدا على مسؤولية شرائح المجتمع على اختلافها تجاه الحفاظ على مقومات الأمة المسلمة، ابتداء من الفرد فالأسرة فالمجتمع فالدولة، وقد أوصى الشيخ الشعب الصومالي بالحفاظ على مقوماته كشعب مسلم يمثل ثغرا مهما من ثغور الإسلام.
وفي كلمته تناول الشيخ أحمد عبد الصمد مقترحا لمشروع مؤاخاة الشعب الصومالي الذي يعمل الشيخ في إعداده مع مجموعة من أعيان المحتمع الصومالي ، ويشتمل المشروع على عدة خطوات وأنشطة تهدف إلى نبذ النزاعات القبلية ورواسب الحروب الأهلية والتركيز على نقاط الالتقاء والأخوة والتسامح ، وذلك من خلال أنشطة مختلفة تشمل المحاضرات والندوات والمهرجانات وتبادل الزيارات وتنظيم قوافل يقودها أعيان المجتمع الصومالي من مختلف المناطق.
وأكد الشيخ على أن تجربة المؤاخاة ليست تجربة جديدة وقد طبقت في عدة بلدان افريقية إثر سنوات من التحارب والتقاتل العرقي، أما الحالة الصومالية فيبدو أنها أقل تعقيدا، فالشعب الصومالي شعب يتمتع بكافة مقومات الوحدة، وقد تفاءل الشيخ بأن الشعب الصومالي اليوم يمر في مرحلة متقدمة من الوعي والتسامح والانفتاح مقارنة بما كان عليه في التسعينات، مؤكدا على أن النزاعات التي تحدث في الصومال في الوقت الراهن بين فينة وأخرى نزاعات مفتعلة تصنعها الأطماع السياسية وتغلف بغلاف قبلي عشائري.
في رحاب السفارة الصومالية في الدوحة
وفي زيارة خاصة للسفارة الصومالية استمع الوفد من القنصل الصومالي السيد مختار حسن أخبار الجالية الصومالية في الدوحة التي ذكر القنصل العام أنها تصل إلى حدود 3400 مواطن صومالي بالإضافة إلى عدد آخر يحملون جنسيات أوروبية وأفريقية وعربية، وأعرب القنصل العام عن امتنانه لدولة قطر الشقيقة في تعاملها الإيجابي والأخوي مع الجالية الصومالية في قطر، وفيما تقدمه لهم من تسهيلات. وفي ختام الجلسة عبر العلماء عن شكرهم للسفارة الصومالية لقاء جهودها في الحفاظ على الهوية الصومالية ،كما نصحوا القائمين عليها بالسعي للحفاظ على تماسك الجالية.
وفي لقاء مماثل استقبل وفد العلماء في مقر إقامتهم وفدا من مجلس الجالية الصومالية في قطر برئاسة رئيس الجالية الصومالية السيد علي عسكر والأمين العام ومسؤول العلاقات العامة، وقد أشاد المسؤولون بدور العلماء في ترشيد الأمة، كما قدموا لهم بعض النصائح والملاحظات في سير العمل الدعوي والمصالحة الوطنية الصومالية، وبدوره أعرب الشيخ بشير أحمد صلاد رئيس هيئة علماء الصومال عن سعادته بتماسك الجالية الصومالية ووحدتها في ظل الانشقاقات التي شهدتها بعض الجاليات الصومالية في المهجر.
ولاستكمال الصورة عن حالة الجالية الصومالية في الدوحة استضاف مجلس المثقفين الصوماليين العائدين من الغرب، وفد العلماء في غداء شرف حضره قرابة 20 من الأكاديميين الصوماليين المقيمين في الدوحة، وهم من حملة الشهادات العليا ( الماجستير والدكتوراه ) في تخصصات علمية وأدبية مختلفة. ويشغلون مناصب عليا في مؤسسات رفيعة وقد تبادل الطرفان الأراء والتقارير حول الأوضاع الصومالية وسبل حلها.
هذا وقد قام وفد العلماء بزيارات متنوعة إلى وزارة الأوقاف القطرية، والاتحاد العام لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، بالإضافة إلى عدد من المراكز والمؤسسات والشخصيات العلمية البارزة في الدوحة، .
تجدر الإشارة إلى أن الجالية الصومالية في الدوحة البالغ عددها في الوقت الراهن قرابة أربعة آلاف شخص تعتبر من أقدم الجاليات العربية في قطر حيث وفد الفوج الأول منها في بداية السبعينات، وقد وصلت الجالية –حسب رئيس الجالية- في بعض فتراتها إلى ثلاثة عشر ألف نسمة، إلا أنها تراجعت بعد عودة أفواج منها إلى الوطن وهجرة آخرين إلى الغرب.