دور رابطة المعاهد الشرعية في حملة مؤاخاة الشعب ونبذ العصبية

مقديشو 4 رجب 1439هـ – 21 مارس 2018م

كان من أهداف الرابطة التعارف والتآخي بين العاملين في سلك المعاهد من المدراء والمعلمين والطلاب. وأسست الرابطة مظلة تجمع خريجي معاهد الرابطة لتحقيق هذا الهدف النبيل. كما عقدت الرابطة لمنسوبيها سلسة لقاءات كان من أهدافها التعارف والتآخي والتعاون وتبادل الخبرات . وتعقد مظلة الخريجين -سنويا- عدة اجتماعات لنفس الهدف.

وتسعى الرابطة لإضافة موضوع المؤاخاة ونبذ العصبية إلى مقرراتها الدراسية. كما يسعى القائمون على حملة المؤاخاة إلى إضافة الموضوع إلى المناهج التعليمية في البلاد.

وبجانب التعارف والتآخي الداخلي بين منسوبي الرابطة تشارك الرابطة مع علماء البلد وأعيانه في حملات لمؤاخاة الشعب الصومالي ونبذ العصبية التي مزقت نسيجه الاجتماعي.

وبعد اللقاءات والتوعية التي استمرت عدة سنوات بدأ العمل في تأسيس مجالس تتولى ملف المؤاخاة، فكان الإعلان عن تأسيس مجلس مؤاخاة المجتمع ونبذ العصبية في ولاية بونتلاند – شمال شرق البلاد- في نوفمبر 2017م. وتلا ذلك إعلان مجلس مؤاخاة الأمة الصومالية في ولاية جوبالند – أقصى الجنوب- في شهر يناير 2018م.

وكانت الحملة مستمرة في العاصمة مقديشو عدة أشهر التقى فيها الفريق بالعلماء والدعاة والمثقفين والأدباء والتجار، ورحب الجميع بالفكرة ووعدوا بالمشاركة الفعالة. وكانت حملات التوعية مستمرة إلى جانب الاجتماعات، فألقيت المحاضرات في المساجد والمراكز الدعوية إضافة إلى خطب الجمعة وبرامج إذاعية وتليفزيونية.

وزار فريق العمل عددا من جامعات مقديشو، والتقى بإداراتها لشرح الفكرة لهم، ودعاهم إلى المشاركة في هذه الحملة، ورحب الجميع بالفكرة وأشادوا بها. وألقي في الجامعات محاضرات للطلاب حول مبدإ المؤاخاة وأهميته والحاجة إليه وأهدافه ودور المثقفين والطلاب في تحقيقه. وكان الطلاب يتعهدون بالمشاركة في الحملة برفع الأيدي والأصوات. ويرجى أن تنطلق الحملة بقوة ونشاطبمشاركة طلبة الجامعات والمدارس الثانوية فيها.

وعقد اجتماع لمسؤولي الرابطة في مقديشو ومدراء المعاهد وممثلي رابطة خريجي المعاهد لمباحثة دور الرابطة ومنسوبيها في مؤاخاة المجتمع ومحاربة القبلية. وبعد المداولات والمناقشة قرر الاجتماع أن تكون الرابطة في مقدة القائمين على هذا المشروع، وأن تبدأ فورا توعية معلمي الرابطة وطلابها وحثهم على تطبيق مبإ الأخوة في أنفسهم، والمشاركة في مؤاخاة شعبنا.

وبعد هذا الاجتماع ألقيت محاضرة لرابطة خريجي معهد السنة في مركز مروة لتنمية المرأة تناولت أهمية برنامج المؤاخاة والحاجة إليه وموقعه من الإسلام، ودور طلبة العلم الشرعي في تحقيقه. وتعهد الحاضرون بالمشاركة في مؤاخاة الأمة ومحاربة العصبية القبلية، وتمت الإجابة عن أسئلة الحضور.

كما ألقيت محاضرتان مماثلتان لطلبة معهدي السنة والأصالة بحضور المدراء والمعلمين. وتم التركيز على عظم المسؤولية الملقاة على طلبة العلم في دعوة وإصلاح مجتمعهم، وفي قدرتهم على إحداث تغيير جذري في المفاهيم والعادات والسلوكيات التي يتعامل بها المجتمع ولكن بشرط الشعور بالمسؤولية والتعاون على أدائها. وكانت نتيجة تلك المحاضرات أن يتعهد الطلاب -بحماس شديد- ببذل ما في وسعهم لإنجاح هذا المشروع.

هذا وقد تبنت رابطة المعاهد الشرعية منذ تأسيسها عام 2011م ببرنامج المؤاخاة، وسعت لأن تكون قدوة ورائدة فيه ولاسيما في جانب التوعية والتربية والتطبيق الفعلي كالمؤاخاة بين خريجي المعاهد، والتوأمة بين المعاهد، وتوظيف جميع منسوبي الرابطة من مديرين ومعلمين وطلاب وخريجين لهذا الهدف. وتزاور الخريجون الذين تمت التوأمة بين مدنهم ومعاهدهم، واستُقبل الزوار بالترحيب والاحتفاء، وأعدت لهم أنشطة دعوية وثقافية واجتماعية مشتركة.

ومن المدن التي زارها خريجو المعاهد – في إطار حملة التآخي والترابط – أو عقدوا فيها اجتماعاتهم الأخوية : بورما، وهرجيسا، وبرعو، ولاسعانود، وبوهودلي، وبوصاصو، وجرووي، وجلدغب، وجالكعيو بشقيها.

ويساعد رابطة المعاهد في أداء دورها في المؤاخاة انتشار معاهدها في مختلف المناطق وارتباطها بالمجتمعات المحلية وزعماء البلاد.

ومن النماذج التي تستحق الإشادة الدورالبارز لمعهدي الفاروق والإمام المزني – الواقعين في جانبي مدينة جالكعيو وخريجيهما- في مؤاخاة سكان المدينة والحد من آثار العصبية القبلية حيث يتبادلان الزيارات، ويعقدان لقاءات ثنائية.

وسبق أن استضافت رابطة خريجي معهد الإمام المزني اجتماعا لمظلة الخريجين في الحي الجنوبي من المدينة، وأقامت ندوة بعنوان مؤاخاة الشعب الصومالي ومحاربة القبلية، ورحب بذلك أهالي جالكعيو بجانبيها. وساهم مسؤولو مؤسسة الصفا للدعوة والتنمية في نجاح المؤتمر وأعماله الإصلاحية. وشارك في فعاليات المؤتمر جميع شرائح المجتمع بما فيهم المسؤولون الحكوميون والتجار والعلماء وشيوخ القبائل وأعيان المجتمع.

وقد أبدت رابطة خريجي معهد الإمام المزني – بنين وبنات- بالتعاون مع إدارة المعهد ومعليميه قدرة فائقة على إدارة أعمال المؤتمر وحشد التأييد الشعبي والحكومي للمؤتمر مما غير نظرة المجتمع إلى المعهد وطلابه وقدرتهم على إحداث التغيير وتحسين نظرة الشعب الصومالي لمدينة جالكعيو الشهيرة بكثرة الصراعات القبلية.

وقررت مظلة الخريجين عقد مؤتمرها العام -في هذا العام- في الجانب الشمالي من المدينة باستضافة خريجي معهد الفاروق. ويرجى أن يحدث هذا المؤتمر نقلة نوعية في تمتين العلاقات بين سكان المدينة. كما أن يكون لتحركات مظلة الخريجين وجهودها في تطبيق المؤاخاة تأثير كبير على الشعب الصومالي عموما. وقد وعدت إدارة الرابطة المساهمة الفعالة في إنجاح المؤتمر القادم الذي سينعقد في جالكعيو قريبا.